عندما كتبت مقالتي السابقة والتي عنونتها بعنوان"رسالة للناطق باسم حزب التحرير" كنت مدركاً أنني لن استطيع تغيير منهج التفكير عند الحزب، ولكنني قلت لنفسي فلأُعذر أمام الله، ولم أرغب في الرد على كثير من التساؤلات التي طرحت على صفحات شبكة فلسطين للحوار وعلى منتدى حزب التحرير وعلى مدونتي الشخصية، لأنني لم أرغب في أن ننشغل بجدلٍ عقيم لن يؤدي إلى نتيجة، وكنت أنوي أن لا أعود للحديث في الموضوع ذاته.
ولذلك عندما قرأت الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام عن تصريحات الأخ خالد مشعل لصحيفة "نيوزويك"، والذي جاء فيه "أكد خالد مشعل مدير المكتب السياسي لحركة حماس، أنه على استعداد لتقبل أي اتفاق يتم التوصل إليه مع الإسرائيليين بشرط موافقة أغلبية الفلسطينيين عليه- وفق ما جاء في صحيفة "نيوزويك" الأمريكية... " الخ. عندما قرأت هذا الخبر أدركت فورًا أن الإخوة في حزب التحرير سيتلقفونه ويؤولون الكلام ويحملونه ما لا يحتمل، وراودتني نفسي أن أكتب توضيحًا لذلك، غير أني تذكرت ما سبق وعزمت عليه من عدم الخوض في الموضوع هربًا من الجدل المذموم، وخصوصًا أن جراحنا ما زالت تثعب دمًا، وشبابنا ما زالوا تحت سياط الظالمين من كل مكان، والحرب ما زالت معلنة علينا من كل الجهات.
غير أني غيرت رأيي، وأرجو أن أستطيع جعلها المرة الأخيرة التي نخوض فيها مثل هذه النقاشات، وسبب ذلك أنه وصلتني رسالة في بريدي الالكتروني من أخي الحبيب د. ماهر الجعبري الناطق الإعلامي باسم حزب التحرير، والذي لن يغير ما بقلبي نحوه خلافنا، لأنني مقتنع أنه مخلص وإن كان مخطئًا في طريقه، وأدعو له بالهداية، يقول لي فيها:" السلام عليكم أخي الغالي عيسى - أبا خيري- ... لعلك لا تطلع على مثل هذه التصريحات:[ There is a position and program that all Palestinians share. To accept a Palestinian state on the 1967 borders with Jerusalem as the capital. With the right of return. And this state would have real sovereignty on the land and on the borders. And with no settlements. ] هذه رؤية واقعية حول قبول دولة في حدود 67 ولم تعد هنالك حاجة للحديث حول المرحلية، والله إن القضية خطيرة، كتبت مقالا لعلك تلاحظه غدا حول قبول حل الدولتين من قبل القيادات الإسلامية، آمل أن نتابع السياسة بعقولنا قبل قلوبنا، مع خالص مودتي.... أخوك: ماهر".
وطالعت صباح هذا اليوم موقع الحزب لأقرأ مقال د. ماهر فلم أجد المقال، غير أني وجدتهم قد كتبوا تعليقًا على الخبر المشار إليه، كان مما جاء فيه:" في تصريح خطير يدل على اختلال المرجعية، وتحكّم العقلية المضبوعة بأوهام الغرب وطريقته في حل المشاكل والبعد عن تحكيم شرع الله، واللجوء إلى تحكيم وتشريع البشر على الطريقة الديمقراطية الحرام، والتي تجعل من البشر آلهة من دون الله عبر جعل التشريع والسيادة للشعب قال مشعل..."، ثم ختموا التعليق بقولهم:" وأننا نتوجه مرة أخرى لإخواننا في حركة حماس وندعوهم لمحاسبة قادتهم والأخذ على أيديهم للكف عن هذا الترويض الحاصل والرامي إلى قبول التنازل عن أرض فلسطين ومقدسات المسلمين، فالإسلام أوضح من أن يغطى بغربال التصريحات الإعلامية" اهـ.
ولأنني لا أقبل لهذا التدليس أن ينطلي علينا، وأخشى أن ينخدع به بعض الناس، فقد عدت وعزمت على الكتابة حول هذا الموضوع، ومع أني أدرك ما وراء تصريحات الأخ خالد مشعل، وأثق بأنها لا تخالف أحكام الشرع وفق اجتهادنا، إلا أنني عدت للنص الأصلي للمقابلة – باللغة الإنجليزية – وتمعنت فيه، لأجد هل هناك مبرر لإخواننا في الحزب ليستمروا في موقفهم المسبق هذا، أم أنهم يترصدون الكلام ليقعوا على أخطاء فيه، فما الذي وجدته:
وجدت أن مشعل قال في جوابه على السؤال الأول في المقابلة:" من البداية ليس هناك مستقبل ولا أفق للمفاوضات، المفاوض الفلسطيني يذهب للمفاوضات بدون أية أوراق قوية للضغط على إسرائيل، ما الذي سيجبر نتنياهو على إعطاء المفاوض الفلسطيني ما يطلبه؟؟"
ثم عندما سئل عن موقف الحركة من حل الدولتين أجاب بقوله:"يمكنني الإجابة على سؤالك النظري، ولكن هذا أصلاً لا يتوقع أن يحدث. هناك موقف وبرنامج يشترك فيه جميع الفلسطينيين، لقبول إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 تكون القدس عاصمتها، مع حق العودة، وتكون لهذه الدولة السيادة الحقيقية على الأرض وعلى الحدود، وبدون وجود أي مستوطنات"، ولاحظوا معي أيها الإخوة أن الجملة الأولى والتي اعتبرت السؤال نظريًا وأن هذا الاتفاق افتراضي بحت لا أساس له، قد غابت عن نظر الإخوة من الحزب الذين كتبوا عن هذا الموضوع؟؟!!!
ولاحظوا معي أيضًا أن مشعل أعلن أن حماس ستقبل إقامة دولة على حدود سنة 67 بالشروط المذكورة، ولم يقل أن ذلك يعني الاعتراف بدولة إسرائيلية على بقية أرض فلسطين التاريخية، فهو قد ذكر العامل المشترك بين الفلسطينيين، أما قبول حل "الدولتين" فأين هو في كلامه؟؟ أو في كلام أيٍّ من قادة الحركة؟؟؟
والإخوة في الحزب يقولون في تعليقهم:" فهل عمي على مشعل السبيل لتحرير الأرض المقدسة؟؟؟ وأن قضية فلسطين ليست مشكلة تحل بالتفاوض أو الانسحاب من المفاوضات؟؟" فأقول لكم: يا من لم تقرؤوا المقابلة، وإنما أخذتم معلوماتكم مما فهمه محررو نيوزويك منها، وهذا من باب إحسان الظن بكم، وإلا فيمكنني أن أفترض أنكم قرأتموها و"طنّشتم" ما لا يوافق رأيكم فيه، ولكني لن أفترض ذلك من باب إحسان الظن الذي أدعو إليه، أقول لكم: اسمعوا ما قاله مشعل في المقابلة نفسها:
قال" خيار المقاومة هو الخيار الحقيقي، نعم نحن مع الدبلوماسية والسياسة، ولكن ينبغي أن يكون لدينا مقاومة، فالأساس هو المقاومة، ووجود بطاقات وأدوات الضغط على الإسرائيليين".
وقال:"يوجد احتلال وهذا يتطلب مقاومة، متى تتوقف المقاومة؟ عند الانتهاء من الاحتلال".
وقال:"الاحتلال غير قانوني، ولذلك فالمقاومة قانونية".
أنا لا أرى في كلامه هذا ما يدل على أن رأي حماس هو أن القضية تحل بالمفاوضات أو الانسحاب منها؟؟!!
وأريد أن أذكر إخواني من حزب التحرير وغيره أنه في موضع الجدل والحوار يجوز للمجادل أن يعلن قبوله بالمستحيل، إفحامًا لخصمه، ولنتذكر قوله تعالى"قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ. سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ"[الزخرف81-82]، فقد قال الإمام الطبري شيخ المفسرين في تفسيره:"معنى الكلام: قل يا محمد لمشركي قومك ... إن كان للرحمن ولد فأنا أول عابديه بذلك منكم، ولكنه لا ولد له،... وإذا وجه الكلام إلى ما قلنا من هذا الوجه لم يكن على وجه الشك، ولكن على وجه الإلطاف من الكلام وحسن الخطاب، كما قال جل ثناؤه:" قُلِ اللَّهُ، وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"، وقد علم أن الحق معه، وأن مخالفيه في الضلال المبين"، وقال القرطبي في تفسيره:"المعنى قل يا محمد: إن ثبت لله ولد فأنا أول من يعبد ولده، ولكن يستحيل أن يكون له ولد، وهو كما تقول لمن تناظره: إن ثبت ما قلت بالدليل فأنا أول من يعتقده، وهذا مبالغة في الاستبعاد، أي لا سبيل إلى اعتقاده".
ونحن نقول للمفاوضين: إن استطعتم أن تحصلوا على اتفاق يحقق دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ويضمن عودة اللاجئين كلهم بملايينهم الستة إلى منازلهم ويوافق عليه الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات فنحن لن نعارض ذلك"، نقوله كما في الآية مبالغة في الاستبعاد كما في الآية، فقد تعلمنا أن نتبع نهج القرآن في المحاججة لا نهج أهل الجدل.
وفي النهاية اسأل الله الهداية لجميع العاملين للإسلام، وأقول لإخواننا الأحباب في حزب التحرير: لا نريد لكم والسكاكين تشحذ لذبحنا كل يوم، أن تظهروا في صف الأعداء، ولا زالت عناويننا معكم لتستفسروا عن ما تشاؤون، ونحن لن نرفض نصائحكم، ولكننا نريدها أن تكون منضبطة بأدب النصيحة الذي أدبنا به الإسلام، "عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ".
ولذلك عندما قرأت الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام عن تصريحات الأخ خالد مشعل لصحيفة "نيوزويك"، والذي جاء فيه "أكد خالد مشعل مدير المكتب السياسي لحركة حماس، أنه على استعداد لتقبل أي اتفاق يتم التوصل إليه مع الإسرائيليين بشرط موافقة أغلبية الفلسطينيين عليه- وفق ما جاء في صحيفة "نيوزويك" الأمريكية... " الخ. عندما قرأت هذا الخبر أدركت فورًا أن الإخوة في حزب التحرير سيتلقفونه ويؤولون الكلام ويحملونه ما لا يحتمل، وراودتني نفسي أن أكتب توضيحًا لذلك، غير أني تذكرت ما سبق وعزمت عليه من عدم الخوض في الموضوع هربًا من الجدل المذموم، وخصوصًا أن جراحنا ما زالت تثعب دمًا، وشبابنا ما زالوا تحت سياط الظالمين من كل مكان، والحرب ما زالت معلنة علينا من كل الجهات.
غير أني غيرت رأيي، وأرجو أن أستطيع جعلها المرة الأخيرة التي نخوض فيها مثل هذه النقاشات، وسبب ذلك أنه وصلتني رسالة في بريدي الالكتروني من أخي الحبيب د. ماهر الجعبري الناطق الإعلامي باسم حزب التحرير، والذي لن يغير ما بقلبي نحوه خلافنا، لأنني مقتنع أنه مخلص وإن كان مخطئًا في طريقه، وأدعو له بالهداية، يقول لي فيها:" السلام عليكم أخي الغالي عيسى - أبا خيري- ... لعلك لا تطلع على مثل هذه التصريحات:[ There is a position and program that all Palestinians share. To accept a Palestinian state on the 1967 borders with Jerusalem as the capital. With the right of return. And this state would have real sovereignty on the land and on the borders. And with no settlements. ] هذه رؤية واقعية حول قبول دولة في حدود 67 ولم تعد هنالك حاجة للحديث حول المرحلية، والله إن القضية خطيرة، كتبت مقالا لعلك تلاحظه غدا حول قبول حل الدولتين من قبل القيادات الإسلامية، آمل أن نتابع السياسة بعقولنا قبل قلوبنا، مع خالص مودتي.... أخوك: ماهر".
وطالعت صباح هذا اليوم موقع الحزب لأقرأ مقال د. ماهر فلم أجد المقال، غير أني وجدتهم قد كتبوا تعليقًا على الخبر المشار إليه، كان مما جاء فيه:" في تصريح خطير يدل على اختلال المرجعية، وتحكّم العقلية المضبوعة بأوهام الغرب وطريقته في حل المشاكل والبعد عن تحكيم شرع الله، واللجوء إلى تحكيم وتشريع البشر على الطريقة الديمقراطية الحرام، والتي تجعل من البشر آلهة من دون الله عبر جعل التشريع والسيادة للشعب قال مشعل..."، ثم ختموا التعليق بقولهم:" وأننا نتوجه مرة أخرى لإخواننا في حركة حماس وندعوهم لمحاسبة قادتهم والأخذ على أيديهم للكف عن هذا الترويض الحاصل والرامي إلى قبول التنازل عن أرض فلسطين ومقدسات المسلمين، فالإسلام أوضح من أن يغطى بغربال التصريحات الإعلامية" اهـ.
ولأنني لا أقبل لهذا التدليس أن ينطلي علينا، وأخشى أن ينخدع به بعض الناس، فقد عدت وعزمت على الكتابة حول هذا الموضوع، ومع أني أدرك ما وراء تصريحات الأخ خالد مشعل، وأثق بأنها لا تخالف أحكام الشرع وفق اجتهادنا، إلا أنني عدت للنص الأصلي للمقابلة – باللغة الإنجليزية – وتمعنت فيه، لأجد هل هناك مبرر لإخواننا في الحزب ليستمروا في موقفهم المسبق هذا، أم أنهم يترصدون الكلام ليقعوا على أخطاء فيه، فما الذي وجدته:
وجدت أن مشعل قال في جوابه على السؤال الأول في المقابلة:" من البداية ليس هناك مستقبل ولا أفق للمفاوضات، المفاوض الفلسطيني يذهب للمفاوضات بدون أية أوراق قوية للضغط على إسرائيل، ما الذي سيجبر نتنياهو على إعطاء المفاوض الفلسطيني ما يطلبه؟؟"
ثم عندما سئل عن موقف الحركة من حل الدولتين أجاب بقوله:"يمكنني الإجابة على سؤالك النظري، ولكن هذا أصلاً لا يتوقع أن يحدث. هناك موقف وبرنامج يشترك فيه جميع الفلسطينيين، لقبول إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 تكون القدس عاصمتها، مع حق العودة، وتكون لهذه الدولة السيادة الحقيقية على الأرض وعلى الحدود، وبدون وجود أي مستوطنات"، ولاحظوا معي أيها الإخوة أن الجملة الأولى والتي اعتبرت السؤال نظريًا وأن هذا الاتفاق افتراضي بحت لا أساس له، قد غابت عن نظر الإخوة من الحزب الذين كتبوا عن هذا الموضوع؟؟!!!
ولاحظوا معي أيضًا أن مشعل أعلن أن حماس ستقبل إقامة دولة على حدود سنة 67 بالشروط المذكورة، ولم يقل أن ذلك يعني الاعتراف بدولة إسرائيلية على بقية أرض فلسطين التاريخية، فهو قد ذكر العامل المشترك بين الفلسطينيين، أما قبول حل "الدولتين" فأين هو في كلامه؟؟ أو في كلام أيٍّ من قادة الحركة؟؟؟
والإخوة في الحزب يقولون في تعليقهم:" فهل عمي على مشعل السبيل لتحرير الأرض المقدسة؟؟؟ وأن قضية فلسطين ليست مشكلة تحل بالتفاوض أو الانسحاب من المفاوضات؟؟" فأقول لكم: يا من لم تقرؤوا المقابلة، وإنما أخذتم معلوماتكم مما فهمه محررو نيوزويك منها، وهذا من باب إحسان الظن بكم، وإلا فيمكنني أن أفترض أنكم قرأتموها و"طنّشتم" ما لا يوافق رأيكم فيه، ولكني لن أفترض ذلك من باب إحسان الظن الذي أدعو إليه، أقول لكم: اسمعوا ما قاله مشعل في المقابلة نفسها:
قال" خيار المقاومة هو الخيار الحقيقي، نعم نحن مع الدبلوماسية والسياسة، ولكن ينبغي أن يكون لدينا مقاومة، فالأساس هو المقاومة، ووجود بطاقات وأدوات الضغط على الإسرائيليين".
وقال:"يوجد احتلال وهذا يتطلب مقاومة، متى تتوقف المقاومة؟ عند الانتهاء من الاحتلال".
وقال:"الاحتلال غير قانوني، ولذلك فالمقاومة قانونية".
أنا لا أرى في كلامه هذا ما يدل على أن رأي حماس هو أن القضية تحل بالمفاوضات أو الانسحاب منها؟؟!!
وأريد أن أذكر إخواني من حزب التحرير وغيره أنه في موضع الجدل والحوار يجوز للمجادل أن يعلن قبوله بالمستحيل، إفحامًا لخصمه، ولنتذكر قوله تعالى"قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ. سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ"[الزخرف81-82]، فقد قال الإمام الطبري شيخ المفسرين في تفسيره:"معنى الكلام: قل يا محمد لمشركي قومك ... إن كان للرحمن ولد فأنا أول عابديه بذلك منكم، ولكنه لا ولد له،... وإذا وجه الكلام إلى ما قلنا من هذا الوجه لم يكن على وجه الشك، ولكن على وجه الإلطاف من الكلام وحسن الخطاب، كما قال جل ثناؤه:" قُلِ اللَّهُ، وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"، وقد علم أن الحق معه، وأن مخالفيه في الضلال المبين"، وقال القرطبي في تفسيره:"المعنى قل يا محمد: إن ثبت لله ولد فأنا أول من يعبد ولده، ولكن يستحيل أن يكون له ولد، وهو كما تقول لمن تناظره: إن ثبت ما قلت بالدليل فأنا أول من يعتقده، وهذا مبالغة في الاستبعاد، أي لا سبيل إلى اعتقاده".
ونحن نقول للمفاوضين: إن استطعتم أن تحصلوا على اتفاق يحقق دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ويضمن عودة اللاجئين كلهم بملايينهم الستة إلى منازلهم ويوافق عليه الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات فنحن لن نعارض ذلك"، نقوله كما في الآية مبالغة في الاستبعاد كما في الآية، فقد تعلمنا أن نتبع نهج القرآن في المحاججة لا نهج أهل الجدل.
وفي النهاية اسأل الله الهداية لجميع العاملين للإسلام، وأقول لإخواننا الأحباب في حزب التحرير: لا نريد لكم والسكاكين تشحذ لذبحنا كل يوم، أن تظهروا في صف الأعداء، ولا زالت عناويننا معكم لتستفسروا عن ما تشاؤون، ونحن لن نرفض نصائحكم، ولكننا نريدها أن تكون منضبطة بأدب النصيحة الذي أدبنا به الإسلام، "عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ".