ما المقصود بـ (علوم الحديث) و (علم مصطلح
الحديث)، وما الفرق بينهما؟
الأصل أن
عبارة (علوم الحديث) تشير إلى تلك العلوم المتعلقة بالحديث النبوي الشريف، وهي
عبارة واسعة تشمل علومًا كثيرة متعلقة بمتن الحديث وسنده، وبروايته ودرايته، مثل:
طرق الرواية (التحمل والأداء)، الجرح والتعديل وقوانينه، النسخ، التخريج، دراسة
الأسانيد، وغير ذلك.
بينما يشير
(علم مصطلح الحديث) إلى قسم متخصص من العلوم المتعلقة بالحديث النبوي الشريف، وهو
القسم المتعلق بفهم المصطلحات المستخدمة في علم الحديث.
فـ (علوم
الحديث) تشمل (علم مصطلح الحديث) وغيره من العلوم المتعلقة بالحديث الشريف.
ولمزيد من التوضيح فإن المواضيع التالية – مثلًا – يمكن إدراجها تحت عنوان (علوم الحديث) ولا تندرج تحت عنوان علم المصطلح:
ولمزيد من التوضيح فإن المواضيع التالية – مثلًا – يمكن إدراجها تحت عنوان (علوم الحديث) ولا تندرج تحت عنوان علم المصطلح:
- آداب طالب الحديث
- كيفية كتابة الحديث
- معرفة ناسخ الحديث ومنسوخه
- معرفة الصحابة والتابعين وطبقاتهم
بينما مواضيع مثل
- الحديث الصحيح
- الحديث الحسن
- الحديث العالي والنازل
- الحديث المسلسل
هذه تندرج
ضمن علم مصطلح الحديث.
وقد عرّف
العلماء علم مصطلح الحديث عدة تعريفات، منها:
- · هو علمٌ بأصول وقواعد يُعرف بها أحوال السّند والمتن من حيث القبول والرد
- · هو علم يُعرف به حال السّند والمتن من حيث القبول والرد
- · هو العلم الذي يكشف عن مصطلحات المحدِّثين التي يتداولونها في مصنفاتهم ودروسهم
***********************************
وسلسلة
المنشورات هذه ستركز على التعريف بمصطلحات الحديث وشرحها، وقد تعرّج للتعريف ببعض
علوم الحديث الأخرى بشكل مختصر.
************************************
ما هي أهمية هذا العلم؟
أهمية كل
علم تتحدد من أهمية الموضوع الذي يتعلق به، وهذا العلم متعلق بالسنة النبوية
الشريفة، والتي تتمثل أهميتها في ما يلي:
1.
هي المصدر الثاني للتشريع، بعد الكتاب، فقد قال ص (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ،
وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ
عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ،
وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ) [أبو داود، ح4604، صحيح].
2.
وهي وحيٌ من الله تعالى بالمعنى، فقد قال تعالى
(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ
الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ) [البقرة: 231]، فالحكمة، وهي السنة
منزلة كما القرآن، وقال تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3، 4]
3.
ولا يستغني عنها القرآن الكريم، فقد قال تعالى
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 44]، وقد جاء القرآن بأحكام مجملة بيانها في السنة، كتلك
المتعلقة بالصلاة والزكاة والبيع.
4.
وهي التطبيق العملي للإسلام.
***********************************
ما هي أهمية دراسة مصطلح
الحديث؟
·
في الشريعة: الأحاديث مقبولة ومردودة، ويجب على العالم
أن يميز بينها، ويحتاج لذلك العلم بمصطلحات أهل الحديث.
·
في الثقافة: عندما تسمع مصطلحًا يجب أن تفهمه لئلا تقع
في الخطأ، أو تنشر ما لا ينبغي.
·
ينبغي الحذر من الكذب على رسول الله ص ومن نقل الأحاديث الضعيفة، ففي الحديث أن
الرسول ص قال (مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ
يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ) [الترمذي، ح2662، ابن ماجه،
ح38، وهو صحيح]، وفي رواية صحيحة عند الإمام أحمد (ح903) بلفظ (مَنْ حَدَّثَ
عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحدُ الْكَاذِبِينَ)، ولك
أن ترى الفيس بوك مثالاً على انتشار الكذب في الأحاديث النبوية الشريفة.
ولنضرب
مثالًا عمليًا لأهمية هذا العلم لطلبة العلوم الشرعية على وجه الخصوص:
عندما تمر
بطالب العلم الشرعي – أثناء قراءته كتابًا أو إعداده بحثًا – عبارات مثل العبارات
التالية:
·
لا يلزمنا القول بهذا الحديث لأنه مرسل.
·
هذا الحديث مضطرب، لا يصح الاحتجاج به
·
في سند هذا الحديث الحجاج بن أرطأة، وهو مدلس.
كيف له أن
يفهم المراد من تلك العبارات إن لم يكن عارفًا بمعاني المصطلحات (مرسل، مضطرب،
مدلس) وهي من مصطلحات علم الحديث؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق