2010/06/30

الطاعة في المَكْرَه

من خواطر السجن
الطاعة في "المَكْرَه"
عندما جاءت الأحاديث النبوية الشريفة آمرةً بالطاعة لأولي الأمر ركزت على أن تكون هذه الطاعة في "العسر واليسر" وفي "المنشط والمكره"، وذلك أن أغلب القضايا التي وجدت لأجلها الإمارة - إن لم يكن كلها - هو القضايا الخلافية التي تتباين فيها الاجتهادات।
فمواضع الإجماع والاتفاق لا تحتاج إلى قيادة أو إمارة لتنفيذها، لأن الإنسان يندفع لتنفيذها –غالبًا - بإرادته الحرة ووفق قناعاته، أما المشكلة والتي لا تحل إلا بوجود الإمارة الرافعة للخلاف فهي في المواضيع الاجتهادية التي تختلف نظرات الناس لها، وهذه المواضيع الاجتهادية يميل الناس فيها إلى التشبث بما يرونه صوابًا، فالنزول عن الرأي الشخصي و القناعة الذاتية لأجل آراء الآخرين وقناعاتهم صعب على النفس، ولذلك جاءت الأحاديث الشريفة حاثَّةً على الطاعة في هذه المواضع الخلافية التي يشعر فيها المرء بـ "عُسر" الطاعة، وأنها تحتاج أن " يُكرِه" نفسه عليها.
لو تخيلنا أن الواحد منا لا يريد أن يطيع إلا فيما هو مقتنع به، فما فائدة وجود التنظيمات والمؤسسات؟! وما فائدة وجود الأمراء ومجالس الشورى؟!
لم يأت التصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بعصيان الأمير إلا في حالة واحدة، وهي أن يأمر بمعصية، وليست أي معصية، بل أن يأمر بمعصية ظاهرة ليست أمرًا اجتهاديًا خلافيًا، ولذلك كانت القاعدة الأصولية تقول أن رأي الإمام يرفع الخلاف فيما ليس فيه نص وفيما مجاله الاجتهاد، ومعنى رفعه للخلاف انه يجعل الحكم واحدًا ملزمًا للجميع، فلا يسوغ معه - أي رأي الإمام - وقياسًا عليه رأي التنظيم عند انعدام الإمام- لا يسوغ معه أن يطبق المرء رأيه الشخصي أو قناعته الذاتية।

سجن النقب ، 11/6/2009

2010/06/28

فرار



لما احتضر بشر بن مروان الأموي أخو عبد الملك بن مروان، وكان قد ولي إمرة العراقين لأخيه عبد الملك، جعل يبكي ويقول: والله لوددت أني كنت عبدا أرعى الغنم في البادية لبعض الأعراب، ولم أل ما وليت، فذكر قوله لأبي حازم - أو لسعيد بن المسيب -، فقال: الحمد لله الذي جعلهم عند الموت يفرون إلينا ولم يجعلنا نفر إليهم، إنا لنرى فيهم عبرا.

2010/06/27

لا تكن من سقط المتاع

أعجبتني هذه الأبيات التي قالها قطري بن الفجاءة الخارجي(ت 79 هـ ) يخاطب نفسه مشجعًا إياها على خوض المعارك، ومذكرًا نفسه بأن الأجل محدود، وأن الموت بعزة خير من الحياة الذليلة، فقال:

أقول لها وقد طارت شَعاعًا من الأبطالِ ويحك لن تُراعي
فإنك لو طلبتِ بقاءَ يومٍ على الأجلِ الذي لكِ لم تُطاعي
فصبرًا في مجال الموت صبرًا فما نيلُ الخلودِ بمستطاعِ
ولا ثوبُ الحياة بثوبِ عزٍّ فيطوى عن أخي الخنع اليراعِ
سبيلُ الموتِ غايةُ كلِّ حيٍّ وداعيه لأهلِ الأرضِ داعِ
فمن لا يعتبط يسأمْ ويهرمْ وتُسلمُهُ المنونُ إلى انقطاعِ
وما للمرءِ خيرٌ في حياةٍ إذا ما عُدَّ من سَقَطِ المتاعِ
معاني بعض الكلمات
• الشَّعاعُ – بفتح الشين -: المتفرِّق، وتَطايَرَ القوم شَعاعاً أَي متفرِّقين، والشاعر يخاطب نفسه حين اللقاء في المعركة ويصفها بأنها من هول المواجهة صارت كأنها متفرقة غير متماسكة.
• الخُنُوع: الخُضوع والذّلُّ.
• واليَراعُ: الجبانُ الذي لا عَقْلَ له ولا رَأْيَ.
• يعتبط – بالعين المهملة - : يموت شابًّا صحيحًا أو من غير علة.

2010/06/21

أنا وأخي الشيخ نايف الرجوب

أنا وأخي الشيخ نايف الرجوب

الحمد لله تعالى الذي أنعم علينا بالإفراج عن معالي الأخ النائب الشيخ نايف الرجوب، أسأل الله تعالى أن يحفظه ويقيه السوء وأن يجعل أيام سجنه في ميزان حسناته.
لقد عشت مع الأخ أبي حذيفة أيامًا طيبة ونحن في السجن معًا، وكان أول لقاء لي به في سنة 2005 في سجن النقب في قسم ج9، حيث انتقل إلى هناك من سجن عوفر، غير أنه لم يطل بقاؤه معنا في القسم، فانتقل إلى قسم آخر.
وعندما تم تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة في سنة 2006 تولى الأخ أبو حذيفة وزارة الأوقاف وكنت وزير الحكم المحلي فيها، وكان مقعدي بجانب مقعده في تلك الأيام العصيبة، فقد كانت المرحلة التي تولينا فيها الوزارات من أصعب المراحل التي مرت علينا، بسبب الحصار والتآمر الذي ووجهنا به من القريب والغريب.
وعندما اعتقلنا بتاريخ 29/6/2010 وتم زجنا في عزل سجن "أيالون" في الرملة، كنا معًا في نفس الغرفة، وكان بمعيتنا يومها في تلك الغرفة الإخوة الأفاضل النواب: محمد أبو طير، ومحمد أبو جحيشة، وأنور الزبون، والوزيران محمد البرغوثي وفخري التركمان، غير أن إدارة السجن نقلت الأخ أبا حذيفة بعدها بأيام للتحقيق في سجن عسقلان.
ولاحقًا عندما انتقلنا إلى سجن "نيتسان" في الرملة أيضًا، وكنت في غرفة رقم 4، قسم رقم 10، عاد أخي أبو حذيفة من تحقيق "عسقلان" ليلتحق بنا في نفس الغرفة.
وقد عشنا معًا في تلك الغرفة عدة شهور، استمتعنا فيها من ضمن ما استمتعنا به بالمعلومات التي كنا نسمعها منه حول مملكة النحل، فهو من الخبراء في موضوع النحل، وقد كان لديه قبل استلامه الوزارة مشروع تربية للنحل، وعنده هواية في هذه المسألة، ولذلك عقد لنا دورة في الغرفة كان عنوانها "مملكة النحل" زودنا فيها بمعلومات كثيرة عن هذه المملكة، وكانت معلوماته قيمة وممتعة.
وعانينا كثيرًا في تلك الأيام بسبب بوسطات المحاكم المتكررة التي كنا ننزلها.
انتقلتُ أنا لاحقًا إلى قسم 9 في نفس السجن، فلحقني بعدها بشهور أخي أبو حذيفة وسكن في نفس الغرفة التي كنت فيها، غرفة رقم 10، ومن هناك افترقنا بتاريخ 2/8/2008 حين انتقلت أنا على سجن عوفر وأفرج عني بعدها بأيام وبقي هو في سجن "أيالون" في الرملة.
لقد كانت أيامًا جميلة عشناها معًا في ظل المحنة والمعاناة، وكان فيها رغم قسوة السجن ونكد القيد الكثير من اللحظات اللطيفة والكثير من الانشغال في الطاعة، التي نسأل الله أن يتقبلها منا.
هنيئًا لك بالسلامة أخي أبا حذيفة، وأسأل الله الفرج لجميع أحبابنا.

2010/06/20

التحريض الإسرائيلي ضد تركيا
ضمن سلسلة الخطوات الصهيونية الهادفة للتحريض على تركيا إثر أنشطتها الهادفة لكسر الحصار عن غزة أعدَّ أحد مراكز الأبحاث الصهيونية التقرير التالي عن الجمعية التركية الرئيسة المشاركة في أسطول الحرية، وقد قام مركز الزيتونة للأبحاث بترجمة ونشر التقرير المذكور، وهو التالي:
تقرير استخباري إسرائيلي ضد منظمة الإغاثة التركية (IHH) تستند إليه الحملة الإعلامية ضد تركيا

تقديم:
قام مركز تراث الاستخبارات والإرهاب في تل أبيب (أحد المؤسسات البحثية المتعاونة مع جهاز الموساد والخارجية الصهيونية)، بإعداد تقرير عن منظمة الإغاثة التركية (IHH) يحمل مادة تحريضية ضد المنظمة يدّعي أنها "معلومات". وأفادت تسريبات عن مسؤولين في وزارة الخارجية الصهيونية بأن الحملة الإعلامية التي ستقوم بها الوزارة وكافة المنظمات اليهودية واللوبيات السياسية المساندة للكيان في الخارج ستستند بالدرجة الأولى على هذا التقرير. انطلاقاً من ذلك، قمنا بترجمة التقرير عن اللغة العبرية فور صدوره للاستفادة منه في مواجهة الحملة الصهيونية على تركيا.
مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية
لعبت منظمة الإغـاثة الإنـسانية الـتركيـة (IHH)، دوراً أساسياً في تنظيم القافلة البحرية إلى قطاع غزة، في ضوء أنها منظمة إسلامية "متطرفة" تقدم المساعدات لعناصر إسلامية "متطرفة"، بما في ذلك حماس.
معلومات عامة
تعتبر المنظمة، واسمها باللغة التركيةInsani Yardim Vakfi) )، من بين القوى التي شاركت في القافلة البحرية التي كان من المقرر لها الوصول خلال الأيام الماضية إلى قطاع غزة، أُنشئت عام 1992.
تم تسجيل المنظمة بصورة رسمية في اسطنبول عام 1995، ويترأسها "بولند يلدريم"، وموقعها على شبكة الانترنيت هو: www.ihh.org.tr
مجالات العمل
تنظم المنظمة نشاطات واسعة وهامة في المناطق التي تتعرض لنكبات طبيعية، ومن ضمن برامجها:
• تقديم المعونة للأيتام.
• إقامة المباني التعليمية.
• برامج التأهيل المهني.
• إقامة المشافي والعيادات وتزويد الأدوية.
• بناء المساجد.
• منع انتهاك حقوق الإنسان في الساحات الإسلامية المختلفة في أنحاء العالم.
وخلال السنوات الأخيرة، باتت المنظمة تميل إلى توسيع نشاطاتها في دول أوروبية مختلفة، بما في ذلك إنشاء فروع لها تحمل اسمها.
من الناحية الفعلية، إلى جانب النشاطات الإنسانية التي تقوم بها المنظمة، فإنها تقدم المعونات للمنظمات "الإرهابية" ذات الطابع الإسلامي "المتطرف".
وقد برزت خلال السنوات الأخيرة المعونات التي تقدمها لحركة حماس في إطار ما يسمى بـ"ائتلاف الخير".
وتتوفر لدينا معلومات موثقة بأن المنظمة منحت في السابق معونات لوجستية ومالية لعناصر في تنظيمات الجهاد العالمي.
الفكر والتوجهات
تعتنق المنظمة توجهات إسلامية متطرفة، ومناوئة للغرب، وهي مقربة من حركة الإخوان المسلمين، الحركة الأم التي انبثقت منها حركة حماس، ولذلك فهي تدعم الأخيرة، ولا تخفي علاقاتها معها.
حماس من جهتها، تنظر بأهمية بالغة إلى علاقتها بالمنظمة خصوصاً، ومع تركيا عموماً، وتعتبر الجمهور التركي مهماً في الدعاية الخاصة بها.
وقد قررت حركة حماس أن يكون موقع الانترنيت الأساسي لها وهو موقع "فلسطين إنفو"، منشور باللغة التركية، على الرابط التالي: www.filistinhaber.com/tr
وابتداء من نهاية عام 2009 يظهر موقع كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، باللغة التركية أيضاً على الرابط التالي: www.qassam.ps/tur
خلال السنوات الأخيرة، وخاصة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة أواسط عام 2007، ساعدت منظمة IHH منظومة الدعاية الخاصة بالحركة في تنظيم مهرجانات الدعم العلنية لها في تركيا.
وشارك فيها قادة الحركة، وعبر مسئولو IHH عن دعم حماس وطريقها، بما في ذلك الكفاح المسلح من جهة، ومن جهة أخرى، استهداف السلطة الفلسطينية.
منظمة IHH عضو في "ائتلاف الخير"، الذي يضم أكثر من 50 صندوقاً إسلامياً في جميع أنحاء العالم، يزود المال لمؤسسات حماس في الضفة والقطاع.
العلاقات مع حماس
وفي إطار عضويتها في هذا الائتلاف، تقيم IHH علاقات مع صناديق إسلامية أخرى تساعد حماس في أنحاء العالم، وتشمل هذه المساعدات:
• المبادرة إلى تنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى دعم حكومة حماس في قطاع غزة.
• دعم البنى التحتية المدنية لحماس في الضفة الغربية، التي تعتبر غطاء داعماً للحركة، وتتعرض لمطاردات من قبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وقد تحولت IHH إلى مكون أساسي في منظومة تجنيد الأموال لصالح حماس في العالم، حيث تقوم بتحويل كميات كبيرة من الأموال لصالح مؤسساتها في الضفة الغربية مثل جمعية الزكاة في الخليل، وجمعية التضامن في نابلس، وهما جمعيتان رئيسيتان لحماس تم إخراجهما خارج القانون في إسرائيل.
وتنظم IHH نشاطات واسعة في قطاع غزة، بهدف توسيع نشاطاتها، حيث أنشأت فرعاً لها هناك، يترأسه "محمد خايا" الذي صرح مؤخرا ان المنظمة تنوي إرسال قافلة مساعدات إضافية إلى قطاع غزة.
في كانون الثاني 2008 التقت بعثة من قبل IHH مع أحمد بحر، القيادي في حماس، نائب رئيس المجلس التشريعي، وخلال اللقاء عرض الوفد حجم المعونات التي قدمتها IHH للقطاع، وأعلنت أنها ستضاعف المعونات خلال العام التالي.
في كانون الثاني 2009 التقى "بولند يلدريم" رئيس المنظمة، مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق، حيث تقدم مشعل بالشكر لـ"يلدريم" على معونات IHH.
وفي كانون الثاني 2010، زار "يلدريم" قطاع غزة والتقى إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في قطاع غزة.
وقد تم إخراج IHH خارج القانون بسبب انتسابها إلى "ائتلاف الخير"، وتحويلها إلى مكون أساسي في منظومة التجنيد الخاصة بحماس في أنحاء العالم.
جاء هذا في إطار إعلان وزير الدفاع، "ايهود باراك" عام 2008 عن 36 جمعية بأنها "تجمعات غير معترف بها"، وتحتل IHH المرتبة 36 في القائمة.
في تشرين الثاني 2009 أرسلت IHH ناشطاً من قبلها يدعى "عزات شاهين"، وكلفته بفتح فرع لها في الضفة الغربية، حيث بدأ بالعمل على الدفع قدماً بهذا الهدف، وتقديم المساعدات للجان الزكاة المحسوبة على حماس.
وفي هذا الإطار قام بتحويل عشرات آلاف الدولارات إلى لجنة الزكاة الإسلامية في الخليل، وجمعية التضامن في نابلس، وتم إحباط نشاطه من قبل قوات الأمن الإسرائيلية.
وقد تم اعتقاله من قبل جهاز الشاباك، والتحقيق معه في شهر نيسان 2010 بتهمة تمويل "الإرهاب"، ودعم حركة حماس، وجرى طرده من إسرائيل فور الانتهاء من التحقيق معه.
دعم القاعدة
تشير المعلومات الموثقة المتوفرة لدينا إلى العلاقات التي قامت سابقاً بين منظمة IHH وعناصر في منظمات الجهاد العالمي الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تقديم المساعدة لخلايا جهادية في الدول التالية: البوسنة، سوريا، العراق، أفغانستان والشيشان، وغيرها من الأقطار.
وتجسدت المساعدات أساساً في الدعم اللوجستي لغرض نقل الوسائل القتالية والتمويل المالي، وهي معلومات أكدتها التقارير الصادرة عن معهد "داني".
حيث أجرى معهد الأبحاث الدانمركي [1] Danish Institute for International Studies عام 2006، بحثاً جاء فيه أن IHH كانت في السابق على علاقة مع تنظيم القاعدة ونشطاء في الجهاد العالمي.
وقد تم إجراء البحث، الموثق جيداً، من قبل باحث أمريكي رفيع متخصص في تنظيم القاعدة، يدعى "إيفان كوهلمان" [2]، ويعنى البحث بضلوع صناديق الزكاة الإسلامية بتقديم المساعدات "للإرهاب"، وجاءت صفحات 10-14 من البحث لتُعنى بـIHH.
وجاء في البحث أن السلطات التركية بدأت بالتحقيق حول IHH على الأقل منذ كانون الأول 1997، في أعقاب خبر مفاده أن قياديين فيها اشتروا أسلحة أوتوماتيكية من منظمات إسلامية متطرفة.
في أعقاب ذلك، تم اقتحام مكاتب المنظمة في اسطنبول، وجرى اعتقال بعض الناشطين، وكشفت قوات الأمن التركية خلال عملية الاقتحام عن موجودات كثيرة، بضمنها "أسلحة، مواد تخريبية، تعليمات لإعداد عبوات ناسفة، وعلم يحمل رسائل جهادية".
ويتضح من تحليل الوثائق التي تم العثور عليها أن بعض أعضاء المنظمة كانوا ينوون المشاركة في نشاطات جهادية في أفغانستان، البوسنة والشيشان.
يقتبس البحث تقريراً صدر عن الاستخبارات الفرنسية جاء فيه أن زعيم IHH، "بولند يلدريم"، عمل بصورة مباشرة، خلال منتصف سنوات التسعينيات من القرن الماضي، على تجنيد عسكريين سابقين بهدف القيام بعمليات عسكرية.
وطبقاً للتقرير الفرنسي، فقد تم إرسال عدد من النشطاء في IHH إلى مناطق القتال في دول إسلامية، من أجل اكتساب الخبرة القتالية، كما حولت إلى مقاتلين مسلمين في هذه الدول مساعدات مالية، سلاح ومواد ناسفة.
ويشير البحث إلى أن فحص المكالمات الهاتفية التي قام بها نشطاء IHH من اسطنبول تدل على إجراء اتصالات متكررة خلال عام 1996 بين مكاتبها وبين شقق تابعة لتنظيم القاعدة في مدن ميلانو بإيطاليا ومسلحين جزائريين يعملون في أوروبا من بينهم القيادي في القاعدة "عبد القادر مختاري، المكنى أبو معالي"، الذي عمل في البوسنة.
تمويل المسلحين
كما ارتبط اسم IHH خلال محاكمة "أحمد رسام" التي جرت في الولايات المتحدة عام 2000، وهو قيادي بارز في القاعدة في كندا، دخل إلى الولايات المتحدة وفي سيارته 600 كغم من المواد المتفجرة خلال عام 1999، وقد خطط تنفيذ عملية كبيرة باسم القاعدة في مطار لوس انجلوس عشية الاحتفالات ببدء الألفية الثالثة.
وقد دعا المدعون الفيدراليون في الولايات المتحدة "جان لويس برجيير"، قاضي التحقيق الفرنسي المختص بمكافحة الإرهاب، إلى تقديم إفادته كخبير، الذي شهد بأن منظمة IHH لعبت دوراً هاماً في خطة العملية الخاصة بالقاعدة.
وكانت المنظمة بمثابة غطاء حصلت القاعدة من خلاله على مستندات مزيفة، وقامت بتجنيد النشطاء، ونقل الوسائل القتالية.
جاء في البحث أنه في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، لعب "يلدريم" وIHH دوراً أساسياً في التحريض ضد الغرب وسط المسلمين الأتراك.
وخلال عام 2002 نظمت IHH نشاطات احتجاجية ضد محاولات إسقاط نظام صدام حسين، وقام نشطاؤها بحرق أعلام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي كانون الأول 2004 نظمت مسيرة في اسطنبول ضد الولايات المتحدة الأمريكية، قال خلالها "يلدريم" أن التعاون الإستخباري بين الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا يجب أن يتوقف "وإلا سيتم تنظيم النشاطات مقابل كل قنصلية، وإذا دعت الحاجة سننظم 50-100 ألف شخص أمام قنصلية الولايات المتحدة في تركيا".
وفي المظاهرة التي جرت في كانون الأول 2004 أُطلقت شعارات مناوئة للولايات المتحدة، ودعت إلى "المقاومة" وطرد "الأمريكيين القتلة".
جهود القوافل
وتعتبر منظمة IHH الأبرز من بين سلسلة طويلة من المنظمات المناصرة للفلسطينيين في تركيا التي تشارك في قافلة السفن إلى قطاع غزة، في إطار المعونات المكثفة التي تقدمها لحركة حماس، ورغبة منها في تحقيق إنجازات دعائية لها.
في هذا الإطار اشترت IHH ثلاثة من بين السفن التسعة المشاركة في حملة المعونات البحرية، وهي: سفينة Mavi Marmaris، وسفينتا شحن واحدة تسمى غزة، وخرجت من ميناء اسطنبول بتاريخ 22 أيار إلى ميناء انطاليا.
وقد استقل هذه السفن حوالي 500 مسافر، ثم خرجت السفن التركية الثلاث إلى قبرص، من أجل الالتقاء مع باقي السفن في الرحلة البحرية، ومن ثم الإبحار إلى قطاع غزة.
كما ساعدت IHH وزارتي المواصلات والأشغال العامة في حكومة حماس بتنفيذ الأعمال خلال الأشهر الأخيرة في ميناء غزة، من أجل إعداده لاستقبال سفن المعونات.
وقال "يلدريم" بأن القافلة البحرية ستكون بمثابة "اختبار" لإسرائيل، ففي حالة اعتراض القافلة فإن هذا يعتبر "إعلان حرب" على الدول التي يأتي منها النشطاء الذين يستقلون السفن.
وفي خطاب حماسي ألقاه في حفل إبحار سفينة Marmaris وجه إلى إسرائيل حديثه قائلاً: "أديروا هذه الأزمة جيداً، إذا منعتم النشاط ستبقون معزولين في العالم، وستضرون بأنفسكم".
وصرح محمد خايا، رئيس فرع IHH في قطاع غزة، ي بأن هناك مشروعاً لإرسال المزيد من القوافل البحرية على أساس شهري إلى غزة.
الهوامش:
[1] معهد أبحاث مستقل يعنى بالقضايا الدولية والصراعات الدولية، يعمل فيه عشرات الباحثين، معظمهم من حملة شهادة الدكتوراه، وموقعه على شبكة الانترنيت www.diis.dk
[2] باحث أمريكي في شؤون الإرهاب، وعمل لصالح وكالة التحقيق الفيدرالية، ووكالات أخرى تابعة للإدارة الأمريكية، حاصل على الدكتوراه في القانون، ولقب في السياسة الدولية والدراسات الإسلامية، وعمل لصالح معهد الأبحاث الرفيع الخاص بشئون الإرهاب The Investigative Project في واشنطن، وباحث رفيع في معهد أمريكي لدراسة الإرهاب NEFA Nine Eleven Finding Answers Foundation، وقدم إفادات بصفته خبيراً في محاكمات مختلفة عقدت لعناصر الجهاد في الولايات المتحدة الأمريكية، لاهاي والدانمرك، ويعمل محللاً لشئون الإرهاب في شبكة NBC، ونشر كتاباً حول "حركات الجهاد في أوروبا" عام 2002، ضمن الإصدارات الرفيعة لجامعة أكسفورد، ونشر مقالات كثيرة حول الحركات الإسلامية.
المصدر
مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، التقرير المعلوماتي، ملحق خاص، 3/6/

2010/06/18

الوكالات الإعلامية ودس السم في الدسم
الناظر إلى ساحتنا الإعلامية يجدها مليئة بالوكالات الإعلامية ذات التوجهات المتباينة، وقد يكون من المفهوم أن تختلف طروحات هذه الوكالات فيما يتعلق بالتحليل وفي انتقائها الأخبار التي تنشرها، بناء على اختلاف رؤاها وتوجهاتها.
ولكن غير المقبول هو لجوء بعض هذه الوكالات للتدجيل والتدليس على قرائها، معتمدة على أن نسبة كبيرة من القراء تكتفي بقراءة عنوان الخبر ولا تكلف نفسها الخوض في تفاصيله، وذلك لكثرة المعروض من أخبار على ساحتنا.
ومن التدليس الممجوج، بل الكذب الصريح ما فعلته وكالة "فلسطين برس للأنباء" بتاريخ 17/6/2010، في خبر تضمن تصريحًا للأخ الدكتور خليل الحية في حديث له مع جريدة "الشرق الأوسط" تحدث فيه عن المصالحة، فقد عنونت الوكالة المذكورة للخبر بالعنوان التالي:
الحية: حماس لن ترحب بأي وفد يأتي لغزة لأن الوقت ليس مناسبا للمصالحة
وبالطبع فإن القارئ العادي الذي يمر على عنوان الخبر كما هو سيلعن حماس تلك التي وصلت عنجهيتها لدرجة التنازل عن أخلاق العرب التي توجب عليهم الترحيب بضيوفهم مهما كانوا، وسيعتقد أن حماس لا تريد المصالحة كخيار استراتيجي، لأن الخبر يقول أنها تعتقد أن الوقت غير مناسب للمصالحة، فهل الخبر في حقيقته هو كما أرادت تلك الوكالة أن تروج له.
لقد نشرت الوكالة المذكورة مضمون الخبر كما هو في بقية الوكالات، وكما نشرته الصحيفة نفسها، غير أنها تصرفت في العنوان فقط، فلننظر ما الذي جاء في مضمون الخبر نفسه الذي نشرته نفس الوكالة:
د. الحية يقول للصحيفة إن حركته لا ترحب بأي وفد يأتي إلى غزة ليقول لنا وقعوا على الورقة المصرية، بهدف الالتفاف على الواقع والتغطية على الزخم الدولي والإقليمي والعربي الذي حدد بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق "أسطول الحرية" التضامني مع قطاع غزة.
إذاً فليست المسألة رفضًا لقدوم أي وفد يأتي لغزة على الإطلاق، وإنما لنوع معين من الوفود هو ذلك الذي يريد من حماس التوقيع على الورقة المصرية بدون مراعاة ملاحظاتها المهمة جدًّا على هذه الورقة، وذلك لأن هذا النوع من الوفود يعرف مسبقًا أن حماس ترفض التوقيع بهذا الشكل قبل التوافق على مناقشة القضايا الإشكالية في الورقة المصرية، وقد رفضت حماس التوقيع بهذا الشكل رغم كل الضغوط التي مورست عليها، إذًا فمجيء مثل ذلك الوفد في مثل هذه الظروف وهو يدرك أن لا فائدة من مجيئه لا يكون إلا بهدف الالتفاف على الزخم الذي حققه "أسطول الحرية" لصالح قضية كسر الحصار الظالم على غزة.
ثم يضيف د. الحية للصحيفة قائلاً:" أما إذا حمل الوفد أفكارًا نخرج بها من حالة الانقسام ترتكز على المقاومة والثوابت الفلسطينية يمكن أن ندرسها ونتعامل معها". وهذا يعني أنها توافق على استقبال أي وفد ذي جهد جادٍّ لتحقيق المصالحة.
ويؤكد "د.الحية" هذا المضمون بنفيه الأنباء التي تحدثت عن رفض حماس قدوم وفد الشخصيات الوطنية برئاسة السيد منيب المصري قائلاً:"نحن لا نرفض حضوره، بل نرحب بالوفد بأجندة وأهداف واضحة".
لقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الحديث الذي أدلى به الأخ د.خليل الحية في عددها رقم 11524، بتاريخ 17/6/2010، تحت عنوان:
"لا حاجة لنا بوفد يأتي إلى غزة ليقول لنا وقعوا على الورقة المصرية"
ولك أن تنظر إلى العنوانين وتقارن بينهما لتعلم إلى أي مدًى وصل الإسفاف ببعض وكالات الأنباء في بلادنا.

2010/06/17

محطات على طريق الغباء


محطات على طريق الغباء
التعامل الصهيوني الغبي مع قضية "أسطول الحرية"، وما نتج عنه من ردود فعل على الساحات الشعبية والحكومية، العربية والإسلامية والغربية، لم يكن أول تصرف غبيٍّ يمارسه الاحتلال الصهيوني خلال مسيرة الصراع مع شعبنا الفلسطيني عمومًا، ومع الحركة الإسلامية المقاومة على وجه الخصوص.
ونحن على يقين من أن الله – سبحانه - عندما يريد إمضاء أمر فانه يهيئ له الظروف المناسبة من كل النواحي، ومن الأمور التي يهيئها الله أن يسلب من ذوي الألباب عقولهم فيجعلهم يتخبطون خبط عشواء، فتأتي النتائج عكس تقديراتهم التي يريدون.
وفي مسيرة الصراع مع الاحتلال وقع في مطبات أقل ما توصف أنها غباء مطلق ناتج عن الجهل بالآخر وبحركة التاريخ.
وباختصار سأشير إلى بعض محطات الغباء هذه عبر مسيرة الصراع بيننا وبين الاحتلال.
• منذ بدأ استئناف النشاط الإسلامي في فلسطين _ منتصف السبعينيات من القرن الماضي - نشأ في وضع لم يكن فيه مستهدفًا من قبل الاحتلال، الذي لم يدرك طبيعة هذا الدين ولا حقيقة هذه الحركة التي بدأت دعوية اجتماعية صرفة، ولذلك كان الصراع الوحيد لها على الساحة مع الآخر الفلسطيني المخالف، وتوفرت لها فرصة تنشئة الجيل الأول بأريحيةٍ وتركيزٍ ظهر أثرهما لاحقًا.
• وبعدها، بعد سنة 1987، عندما بدأت الانتفاضة، قرر الاحتلال تجاهل هذه الحركة الصاعدة من باب "فخار يكسر بعضه" ولإيجاد منافس للحركات الوطنية العلمانية واليسارية والتي كان الاحتلال يظنها تشكل خطراً استراتيجيًّا على الكيان الصهيوني بسبب تاريخها المقاوم، فأتاحوا للحركة أن تمتد أفقيًا وعموديًا وترسِّخ وجودها في ظل ملاحقة لم تكن حثيثة، بل في ظل غض الطرف عن النشاطات الاجتماعية والدعوية التي شكلت الرافد الأساس للعمل المقاوم لاحقًا.
• وعندما فطن الأغبياء إلى أنهم سمحوا بخروج المارد من قمقمه، وهالهم ما فعلوه بأنفسهم شحذوا سيوفهم وسنُّوا رماحهم لمحاربته، فكان أن قاموا بحملات اعتقالات جماعية ختموها في تلك الفترة بإبعاد ثلة مباركة من أبناء الحركة المجاهدة إلى مرج الزهور، هذا الإبعاد الذي كان محطة سمحت للعالم كله أن يتعرف على هذه الحركة وسخر لها وسائل الإعلام العالمية لنقل رؤاها، وجعل العالم الإسلامي يلتف حولها، ويعلم - ربما لأول مرة - أن في فلسطين إسلاميين يقاومون.
• وعندما جاءت مرحلة "أوسلو" كان المفترض أن يعطي الأغبياء لمن وقَّعوا معهم الاتفاق انجازات يستطيعون من خلالها إقناع الشعب بصوابية منهجهم، ولكن الممارسة الواقعية كانت إرسال رسائل كلها ذات مضمون واحد: "نهج أوسلو لم ولن يحقق أيًّا من أهدافه، فالاستيطان مستمر، والإذلال لم ينقطع، والأمل بتحقيق حلم الدولة يذوي، ولا ينفع طريق التصالح في جلب الحقوق.
• بعدها، وعندما أصبحت الحركة الإسلامية مستعدة للخوض في تجربة الديمقراطية لإثبات أنها الرقم الأصعب في المعادلة الفلسطينية، جرت الانتخابات التي حرص عليها الجميع وعلى مشاركة الحركة الإسلامية فيها وراهنوا عليها، وكان هدفهم أن يورطوا الحركة ويظهروها كأقلية في الشارع الفلسطيني، وخصوصًا أن مراكز استطلاع الرأي خاصتهم شاركت في إيقاعهم في هذا الشَّرَك، فكانت المفاجأة التي لم يكن حسابها محسوبًا عندهم، وهي الفوز الساحق للحركة الإسلامية.
• وبعد تشكيل الحكومة وفرض الحصار عليها، كانت ممارستهم واضحة الغباء، فهم يستفزون الشعب، ويريدون منه أن ينقاد إلى القيادة التي نبذها، القيادة التي سارت في ركب الانبطاح والاستسلام والخنوع، وكان كل فعل وكل قول يصدر عن أمريكا وإسرائيل يصب في خانة استفزاز من لديه بقية من كرامة وحرية وعزة نفس لينتقل إلى مربع التأييد للحركة التي تُحارَب من قِبَل أمريكا وإسرائيل.
• وقبل أن يأخذ الحصار بخناقنا - كحركة وكشعب - ألقى الاحتلال إلينا طوق النجاة عندما قام باعتقال وزراء ونواب الحركة في الضفة بعد أسر الجندي الإسرائيلي "شاليط" فصار الناس متعاطفين أكثر مع هذه الحركة التي تحارَب قياداتُها، وصارت مسؤولية الحصار وقطع الرواتب كلها ملقاة على عاتق الاحتلال والاحتلال وحده.
• وعندما جاءت ممارسات الأجهزة التي يوجهها "دايتون"، وبدلاً من أن يتم فرض رخاء اقتصادي وأمني في الضفة الغربية يقنع عوامَّ الناس بصوابية الطرح الإسراأمريكي، صار التضييق على الناس، واستهدف الأخيار في المجتمع الفلسطيني بطريقه فظة، وانتشرت أخبار ممارسات التعذيب، واتضح للناس كلهم التكامل في العمل الأمني بين الاحتلال وأعوانه، مما جعل كثيرًا من الناس يتعاطفون مع هذه الحركة المضطهدة.
• وقبل ذلك، عندما قرر الاحتلال اغتيال الإمام الشهيد "أحمد ياسين" رحمه الله، والذي كان مريضًا قد جاوز الستين، وبدل أن يلجؤوا إلى التخلص منه بطريقة تظهر موته طبيعيًّا، وهو ما كان متوقعًا لرجلٍ في مثل عمره ووضعه الصحي، أبى الأغبياء أن يختموا صفحة حياته المشرقة إلا بصورة لن تمحى من ذاكرة التاريخ، صورة الشيخ القعيد المريض الصائم الخارج من صلاة الفجر من المسجد والصواريخ تستهدفه، صورةٌ أثارت العالم، وحشدت للحركة من التأييد ما لا يكفيه عمل سنوات طوال من الجهد الإعلامي المركَّز، اختُزِل في صورة واحدة، صورة كرسي الشيخ - رحمه الله - بعد القصف، مع الكلمات التي كان يرددها: "أملي أن يرضى الله عني".
• وبعدها جاءت المعركة على غزة وأديرت بطريقة جعلت كل الناس يدركون أنه حتى لو لم تنتصر الحركة في تلك المعركة، فإنها لم تُهْزَم، وإسرائيل لم تنتصر بإجماع الآراء، لأنها لم تحقق أيًّا من أهدافها.
هذه بعض المحطات على طريق الغباء الصهيوني، وهي لن تكون آخر تصرفاتهم الغبية والتي ستودي بهم، لم تأت بفضل جهدنا أو عقلنا بل هو "مكر الله" و"مخادعته" للكافرين.
وفي الطريق محطات أخرى لم أقم باستقصائها، ولكن أردت ضرب المثال، ولله الحمد على كل حال.

بعد انحسار العاصفة

الآن وقد هدأت عاصفة الجدل حول الماراثون (المختلط) الذي نظمته جمعية تنظيم وحماية الأسرة في الخليل، ذلك الماراثون الذي استفز أهل هذه المدين...