2010/06/20

التحريض الإسرائيلي ضد تركيا
ضمن سلسلة الخطوات الصهيونية الهادفة للتحريض على تركيا إثر أنشطتها الهادفة لكسر الحصار عن غزة أعدَّ أحد مراكز الأبحاث الصهيونية التقرير التالي عن الجمعية التركية الرئيسة المشاركة في أسطول الحرية، وقد قام مركز الزيتونة للأبحاث بترجمة ونشر التقرير المذكور، وهو التالي:
تقرير استخباري إسرائيلي ضد منظمة الإغاثة التركية (IHH) تستند إليه الحملة الإعلامية ضد تركيا

تقديم:
قام مركز تراث الاستخبارات والإرهاب في تل أبيب (أحد المؤسسات البحثية المتعاونة مع جهاز الموساد والخارجية الصهيونية)، بإعداد تقرير عن منظمة الإغاثة التركية (IHH) يحمل مادة تحريضية ضد المنظمة يدّعي أنها "معلومات". وأفادت تسريبات عن مسؤولين في وزارة الخارجية الصهيونية بأن الحملة الإعلامية التي ستقوم بها الوزارة وكافة المنظمات اليهودية واللوبيات السياسية المساندة للكيان في الخارج ستستند بالدرجة الأولى على هذا التقرير. انطلاقاً من ذلك، قمنا بترجمة التقرير عن اللغة العبرية فور صدوره للاستفادة منه في مواجهة الحملة الصهيونية على تركيا.
مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية
لعبت منظمة الإغـاثة الإنـسانية الـتركيـة (IHH)، دوراً أساسياً في تنظيم القافلة البحرية إلى قطاع غزة، في ضوء أنها منظمة إسلامية "متطرفة" تقدم المساعدات لعناصر إسلامية "متطرفة"، بما في ذلك حماس.
معلومات عامة
تعتبر المنظمة، واسمها باللغة التركيةInsani Yardim Vakfi) )، من بين القوى التي شاركت في القافلة البحرية التي كان من المقرر لها الوصول خلال الأيام الماضية إلى قطاع غزة، أُنشئت عام 1992.
تم تسجيل المنظمة بصورة رسمية في اسطنبول عام 1995، ويترأسها "بولند يلدريم"، وموقعها على شبكة الانترنيت هو: www.ihh.org.tr
مجالات العمل
تنظم المنظمة نشاطات واسعة وهامة في المناطق التي تتعرض لنكبات طبيعية، ومن ضمن برامجها:
• تقديم المعونة للأيتام.
• إقامة المباني التعليمية.
• برامج التأهيل المهني.
• إقامة المشافي والعيادات وتزويد الأدوية.
• بناء المساجد.
• منع انتهاك حقوق الإنسان في الساحات الإسلامية المختلفة في أنحاء العالم.
وخلال السنوات الأخيرة، باتت المنظمة تميل إلى توسيع نشاطاتها في دول أوروبية مختلفة، بما في ذلك إنشاء فروع لها تحمل اسمها.
من الناحية الفعلية، إلى جانب النشاطات الإنسانية التي تقوم بها المنظمة، فإنها تقدم المعونات للمنظمات "الإرهابية" ذات الطابع الإسلامي "المتطرف".
وقد برزت خلال السنوات الأخيرة المعونات التي تقدمها لحركة حماس في إطار ما يسمى بـ"ائتلاف الخير".
وتتوفر لدينا معلومات موثقة بأن المنظمة منحت في السابق معونات لوجستية ومالية لعناصر في تنظيمات الجهاد العالمي.
الفكر والتوجهات
تعتنق المنظمة توجهات إسلامية متطرفة، ومناوئة للغرب، وهي مقربة من حركة الإخوان المسلمين، الحركة الأم التي انبثقت منها حركة حماس، ولذلك فهي تدعم الأخيرة، ولا تخفي علاقاتها معها.
حماس من جهتها، تنظر بأهمية بالغة إلى علاقتها بالمنظمة خصوصاً، ومع تركيا عموماً، وتعتبر الجمهور التركي مهماً في الدعاية الخاصة بها.
وقد قررت حركة حماس أن يكون موقع الانترنيت الأساسي لها وهو موقع "فلسطين إنفو"، منشور باللغة التركية، على الرابط التالي: www.filistinhaber.com/tr
وابتداء من نهاية عام 2009 يظهر موقع كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، باللغة التركية أيضاً على الرابط التالي: www.qassam.ps/tur
خلال السنوات الأخيرة، وخاصة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة أواسط عام 2007، ساعدت منظمة IHH منظومة الدعاية الخاصة بالحركة في تنظيم مهرجانات الدعم العلنية لها في تركيا.
وشارك فيها قادة الحركة، وعبر مسئولو IHH عن دعم حماس وطريقها، بما في ذلك الكفاح المسلح من جهة، ومن جهة أخرى، استهداف السلطة الفلسطينية.
منظمة IHH عضو في "ائتلاف الخير"، الذي يضم أكثر من 50 صندوقاً إسلامياً في جميع أنحاء العالم، يزود المال لمؤسسات حماس في الضفة والقطاع.
العلاقات مع حماس
وفي إطار عضويتها في هذا الائتلاف، تقيم IHH علاقات مع صناديق إسلامية أخرى تساعد حماس في أنحاء العالم، وتشمل هذه المساعدات:
• المبادرة إلى تنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى دعم حكومة حماس في قطاع غزة.
• دعم البنى التحتية المدنية لحماس في الضفة الغربية، التي تعتبر غطاء داعماً للحركة، وتتعرض لمطاردات من قبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وقد تحولت IHH إلى مكون أساسي في منظومة تجنيد الأموال لصالح حماس في العالم، حيث تقوم بتحويل كميات كبيرة من الأموال لصالح مؤسساتها في الضفة الغربية مثل جمعية الزكاة في الخليل، وجمعية التضامن في نابلس، وهما جمعيتان رئيسيتان لحماس تم إخراجهما خارج القانون في إسرائيل.
وتنظم IHH نشاطات واسعة في قطاع غزة، بهدف توسيع نشاطاتها، حيث أنشأت فرعاً لها هناك، يترأسه "محمد خايا" الذي صرح مؤخرا ان المنظمة تنوي إرسال قافلة مساعدات إضافية إلى قطاع غزة.
في كانون الثاني 2008 التقت بعثة من قبل IHH مع أحمد بحر، القيادي في حماس، نائب رئيس المجلس التشريعي، وخلال اللقاء عرض الوفد حجم المعونات التي قدمتها IHH للقطاع، وأعلنت أنها ستضاعف المعونات خلال العام التالي.
في كانون الثاني 2009 التقى "بولند يلدريم" رئيس المنظمة، مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق، حيث تقدم مشعل بالشكر لـ"يلدريم" على معونات IHH.
وفي كانون الثاني 2010، زار "يلدريم" قطاع غزة والتقى إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في قطاع غزة.
وقد تم إخراج IHH خارج القانون بسبب انتسابها إلى "ائتلاف الخير"، وتحويلها إلى مكون أساسي في منظومة التجنيد الخاصة بحماس في أنحاء العالم.
جاء هذا في إطار إعلان وزير الدفاع، "ايهود باراك" عام 2008 عن 36 جمعية بأنها "تجمعات غير معترف بها"، وتحتل IHH المرتبة 36 في القائمة.
في تشرين الثاني 2009 أرسلت IHH ناشطاً من قبلها يدعى "عزات شاهين"، وكلفته بفتح فرع لها في الضفة الغربية، حيث بدأ بالعمل على الدفع قدماً بهذا الهدف، وتقديم المساعدات للجان الزكاة المحسوبة على حماس.
وفي هذا الإطار قام بتحويل عشرات آلاف الدولارات إلى لجنة الزكاة الإسلامية في الخليل، وجمعية التضامن في نابلس، وتم إحباط نشاطه من قبل قوات الأمن الإسرائيلية.
وقد تم اعتقاله من قبل جهاز الشاباك، والتحقيق معه في شهر نيسان 2010 بتهمة تمويل "الإرهاب"، ودعم حركة حماس، وجرى طرده من إسرائيل فور الانتهاء من التحقيق معه.
دعم القاعدة
تشير المعلومات الموثقة المتوفرة لدينا إلى العلاقات التي قامت سابقاً بين منظمة IHH وعناصر في منظمات الجهاد العالمي الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تقديم المساعدة لخلايا جهادية في الدول التالية: البوسنة، سوريا، العراق، أفغانستان والشيشان، وغيرها من الأقطار.
وتجسدت المساعدات أساساً في الدعم اللوجستي لغرض نقل الوسائل القتالية والتمويل المالي، وهي معلومات أكدتها التقارير الصادرة عن معهد "داني".
حيث أجرى معهد الأبحاث الدانمركي [1] Danish Institute for International Studies عام 2006، بحثاً جاء فيه أن IHH كانت في السابق على علاقة مع تنظيم القاعدة ونشطاء في الجهاد العالمي.
وقد تم إجراء البحث، الموثق جيداً، من قبل باحث أمريكي رفيع متخصص في تنظيم القاعدة، يدعى "إيفان كوهلمان" [2]، ويعنى البحث بضلوع صناديق الزكاة الإسلامية بتقديم المساعدات "للإرهاب"، وجاءت صفحات 10-14 من البحث لتُعنى بـIHH.
وجاء في البحث أن السلطات التركية بدأت بالتحقيق حول IHH على الأقل منذ كانون الأول 1997، في أعقاب خبر مفاده أن قياديين فيها اشتروا أسلحة أوتوماتيكية من منظمات إسلامية متطرفة.
في أعقاب ذلك، تم اقتحام مكاتب المنظمة في اسطنبول، وجرى اعتقال بعض الناشطين، وكشفت قوات الأمن التركية خلال عملية الاقتحام عن موجودات كثيرة، بضمنها "أسلحة، مواد تخريبية، تعليمات لإعداد عبوات ناسفة، وعلم يحمل رسائل جهادية".
ويتضح من تحليل الوثائق التي تم العثور عليها أن بعض أعضاء المنظمة كانوا ينوون المشاركة في نشاطات جهادية في أفغانستان، البوسنة والشيشان.
يقتبس البحث تقريراً صدر عن الاستخبارات الفرنسية جاء فيه أن زعيم IHH، "بولند يلدريم"، عمل بصورة مباشرة، خلال منتصف سنوات التسعينيات من القرن الماضي، على تجنيد عسكريين سابقين بهدف القيام بعمليات عسكرية.
وطبقاً للتقرير الفرنسي، فقد تم إرسال عدد من النشطاء في IHH إلى مناطق القتال في دول إسلامية، من أجل اكتساب الخبرة القتالية، كما حولت إلى مقاتلين مسلمين في هذه الدول مساعدات مالية، سلاح ومواد ناسفة.
ويشير البحث إلى أن فحص المكالمات الهاتفية التي قام بها نشطاء IHH من اسطنبول تدل على إجراء اتصالات متكررة خلال عام 1996 بين مكاتبها وبين شقق تابعة لتنظيم القاعدة في مدن ميلانو بإيطاليا ومسلحين جزائريين يعملون في أوروبا من بينهم القيادي في القاعدة "عبد القادر مختاري، المكنى أبو معالي"، الذي عمل في البوسنة.
تمويل المسلحين
كما ارتبط اسم IHH خلال محاكمة "أحمد رسام" التي جرت في الولايات المتحدة عام 2000، وهو قيادي بارز في القاعدة في كندا، دخل إلى الولايات المتحدة وفي سيارته 600 كغم من المواد المتفجرة خلال عام 1999، وقد خطط تنفيذ عملية كبيرة باسم القاعدة في مطار لوس انجلوس عشية الاحتفالات ببدء الألفية الثالثة.
وقد دعا المدعون الفيدراليون في الولايات المتحدة "جان لويس برجيير"، قاضي التحقيق الفرنسي المختص بمكافحة الإرهاب، إلى تقديم إفادته كخبير، الذي شهد بأن منظمة IHH لعبت دوراً هاماً في خطة العملية الخاصة بالقاعدة.
وكانت المنظمة بمثابة غطاء حصلت القاعدة من خلاله على مستندات مزيفة، وقامت بتجنيد النشطاء، ونقل الوسائل القتالية.
جاء في البحث أنه في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، لعب "يلدريم" وIHH دوراً أساسياً في التحريض ضد الغرب وسط المسلمين الأتراك.
وخلال عام 2002 نظمت IHH نشاطات احتجاجية ضد محاولات إسقاط نظام صدام حسين، وقام نشطاؤها بحرق أعلام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي كانون الأول 2004 نظمت مسيرة في اسطنبول ضد الولايات المتحدة الأمريكية، قال خلالها "يلدريم" أن التعاون الإستخباري بين الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا يجب أن يتوقف "وإلا سيتم تنظيم النشاطات مقابل كل قنصلية، وإذا دعت الحاجة سننظم 50-100 ألف شخص أمام قنصلية الولايات المتحدة في تركيا".
وفي المظاهرة التي جرت في كانون الأول 2004 أُطلقت شعارات مناوئة للولايات المتحدة، ودعت إلى "المقاومة" وطرد "الأمريكيين القتلة".
جهود القوافل
وتعتبر منظمة IHH الأبرز من بين سلسلة طويلة من المنظمات المناصرة للفلسطينيين في تركيا التي تشارك في قافلة السفن إلى قطاع غزة، في إطار المعونات المكثفة التي تقدمها لحركة حماس، ورغبة منها في تحقيق إنجازات دعائية لها.
في هذا الإطار اشترت IHH ثلاثة من بين السفن التسعة المشاركة في حملة المعونات البحرية، وهي: سفينة Mavi Marmaris، وسفينتا شحن واحدة تسمى غزة، وخرجت من ميناء اسطنبول بتاريخ 22 أيار إلى ميناء انطاليا.
وقد استقل هذه السفن حوالي 500 مسافر، ثم خرجت السفن التركية الثلاث إلى قبرص، من أجل الالتقاء مع باقي السفن في الرحلة البحرية، ومن ثم الإبحار إلى قطاع غزة.
كما ساعدت IHH وزارتي المواصلات والأشغال العامة في حكومة حماس بتنفيذ الأعمال خلال الأشهر الأخيرة في ميناء غزة، من أجل إعداده لاستقبال سفن المعونات.
وقال "يلدريم" بأن القافلة البحرية ستكون بمثابة "اختبار" لإسرائيل، ففي حالة اعتراض القافلة فإن هذا يعتبر "إعلان حرب" على الدول التي يأتي منها النشطاء الذين يستقلون السفن.
وفي خطاب حماسي ألقاه في حفل إبحار سفينة Marmaris وجه إلى إسرائيل حديثه قائلاً: "أديروا هذه الأزمة جيداً، إذا منعتم النشاط ستبقون معزولين في العالم، وستضرون بأنفسكم".
وصرح محمد خايا، رئيس فرع IHH في قطاع غزة، ي بأن هناك مشروعاً لإرسال المزيد من القوافل البحرية على أساس شهري إلى غزة.
الهوامش:
[1] معهد أبحاث مستقل يعنى بالقضايا الدولية والصراعات الدولية، يعمل فيه عشرات الباحثين، معظمهم من حملة شهادة الدكتوراه، وموقعه على شبكة الانترنيت www.diis.dk
[2] باحث أمريكي في شؤون الإرهاب، وعمل لصالح وكالة التحقيق الفيدرالية، ووكالات أخرى تابعة للإدارة الأمريكية، حاصل على الدكتوراه في القانون، ولقب في السياسة الدولية والدراسات الإسلامية، وعمل لصالح معهد الأبحاث الرفيع الخاص بشئون الإرهاب The Investigative Project في واشنطن، وباحث رفيع في معهد أمريكي لدراسة الإرهاب NEFA Nine Eleven Finding Answers Foundation، وقدم إفادات بصفته خبيراً في محاكمات مختلفة عقدت لعناصر الجهاد في الولايات المتحدة الأمريكية، لاهاي والدانمرك، ويعمل محللاً لشئون الإرهاب في شبكة NBC، ونشر كتاباً حول "حركات الجهاد في أوروبا" عام 2002، ضمن الإصدارات الرفيعة لجامعة أكسفورد، ونشر مقالات كثيرة حول الحركات الإسلامية.
المصدر
مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، التقرير المعلوماتي، ملحق خاص، 3/6/

هناك تعليق واحد:

بعد انحسار العاصفة

الآن وقد هدأت عاصفة الجدل حول الماراثون (المختلط) الذي نظمته جمعية تنظيم وحماية الأسرة في الخليل، ذلك الماراثون الذي استفز أهل هذه المدين...