2010/06/18

الوكالات الإعلامية ودس السم في الدسم
الناظر إلى ساحتنا الإعلامية يجدها مليئة بالوكالات الإعلامية ذات التوجهات المتباينة، وقد يكون من المفهوم أن تختلف طروحات هذه الوكالات فيما يتعلق بالتحليل وفي انتقائها الأخبار التي تنشرها، بناء على اختلاف رؤاها وتوجهاتها.
ولكن غير المقبول هو لجوء بعض هذه الوكالات للتدجيل والتدليس على قرائها، معتمدة على أن نسبة كبيرة من القراء تكتفي بقراءة عنوان الخبر ولا تكلف نفسها الخوض في تفاصيله، وذلك لكثرة المعروض من أخبار على ساحتنا.
ومن التدليس الممجوج، بل الكذب الصريح ما فعلته وكالة "فلسطين برس للأنباء" بتاريخ 17/6/2010، في خبر تضمن تصريحًا للأخ الدكتور خليل الحية في حديث له مع جريدة "الشرق الأوسط" تحدث فيه عن المصالحة، فقد عنونت الوكالة المذكورة للخبر بالعنوان التالي:
الحية: حماس لن ترحب بأي وفد يأتي لغزة لأن الوقت ليس مناسبا للمصالحة
وبالطبع فإن القارئ العادي الذي يمر على عنوان الخبر كما هو سيلعن حماس تلك التي وصلت عنجهيتها لدرجة التنازل عن أخلاق العرب التي توجب عليهم الترحيب بضيوفهم مهما كانوا، وسيعتقد أن حماس لا تريد المصالحة كخيار استراتيجي، لأن الخبر يقول أنها تعتقد أن الوقت غير مناسب للمصالحة، فهل الخبر في حقيقته هو كما أرادت تلك الوكالة أن تروج له.
لقد نشرت الوكالة المذكورة مضمون الخبر كما هو في بقية الوكالات، وكما نشرته الصحيفة نفسها، غير أنها تصرفت في العنوان فقط، فلننظر ما الذي جاء في مضمون الخبر نفسه الذي نشرته نفس الوكالة:
د. الحية يقول للصحيفة إن حركته لا ترحب بأي وفد يأتي إلى غزة ليقول لنا وقعوا على الورقة المصرية، بهدف الالتفاف على الواقع والتغطية على الزخم الدولي والإقليمي والعربي الذي حدد بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق "أسطول الحرية" التضامني مع قطاع غزة.
إذاً فليست المسألة رفضًا لقدوم أي وفد يأتي لغزة على الإطلاق، وإنما لنوع معين من الوفود هو ذلك الذي يريد من حماس التوقيع على الورقة المصرية بدون مراعاة ملاحظاتها المهمة جدًّا على هذه الورقة، وذلك لأن هذا النوع من الوفود يعرف مسبقًا أن حماس ترفض التوقيع بهذا الشكل قبل التوافق على مناقشة القضايا الإشكالية في الورقة المصرية، وقد رفضت حماس التوقيع بهذا الشكل رغم كل الضغوط التي مورست عليها، إذًا فمجيء مثل ذلك الوفد في مثل هذه الظروف وهو يدرك أن لا فائدة من مجيئه لا يكون إلا بهدف الالتفاف على الزخم الذي حققه "أسطول الحرية" لصالح قضية كسر الحصار الظالم على غزة.
ثم يضيف د. الحية للصحيفة قائلاً:" أما إذا حمل الوفد أفكارًا نخرج بها من حالة الانقسام ترتكز على المقاومة والثوابت الفلسطينية يمكن أن ندرسها ونتعامل معها". وهذا يعني أنها توافق على استقبال أي وفد ذي جهد جادٍّ لتحقيق المصالحة.
ويؤكد "د.الحية" هذا المضمون بنفيه الأنباء التي تحدثت عن رفض حماس قدوم وفد الشخصيات الوطنية برئاسة السيد منيب المصري قائلاً:"نحن لا نرفض حضوره، بل نرحب بالوفد بأجندة وأهداف واضحة".
لقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الحديث الذي أدلى به الأخ د.خليل الحية في عددها رقم 11524، بتاريخ 17/6/2010، تحت عنوان:
"لا حاجة لنا بوفد يأتي إلى غزة ليقول لنا وقعوا على الورقة المصرية"
ولك أن تنظر إلى العنوانين وتقارن بينهما لتعلم إلى أي مدًى وصل الإسفاف ببعض وكالات الأنباء في بلادنا.

هناك تعليق واحد:

  1. قصي

    بارك الله فيك يا ابو خيري ونشكر جهودك الجبارة لتبيان الحق لان هناك من اذناب اسرائيل وامريكا وجنرلاتها اعدو خطة كاملة للهجوم على حماس وقادتها وهذا معروف لفئة كبيرة من الشعب الفلسطيني وبجهودكم وصيركم وثباتكم وكتاباتكم ان شاء الله سيعلم البقية وان شاء الله ان النصر ات .
    واذكرك بالحديث
    الخير في وفي امتى الى يوم الدين
    فبارك الله فيك يا شيخنا

    ردحذف

بعد انحسار العاصفة

الآن وقد هدأت عاصفة الجدل حول الماراثون (المختلط) الذي نظمته جمعية تنظيم وحماية الأسرة في الخليل، ذلك الماراثون الذي استفز أهل هذه المدين...