ملاحظات من جنازة الشهيد ميسرة أبو حمدية
شاركت
اليوم في تشييع الشهيد الكبير ميسرة أبو حمدية إلى مثواه الأخير، رحمه الله تعالى،
وأسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصالحين.
وقد لفت نظري أثناء الجنازة عدة ملاحظات، أحببت مشاركتكم إياها:
أعجبني
ذلك التنوع في المشاركين في التشييع، فقد رأيت الشباب والأشبال، كما رأيت الكهول والشيوخ، وقد كان حضور الشباب لافتًا، وهو أمر يبشر
بخير، وبأن محاولات تدجين هذا الجيل باءت وستبوء بالفشل.
ولم
يعجبني أن عددًا من المشاركين في الجنازة لم يشاركونا لا في صلاة الظهر ولا في
صلاة الجنازة، بل إنهم كانوا أثناء أداء الصلاة يهتفون ويصفقون ويطلقون النار في
الهواء، ويشوشون بذلك على المصلين.
وأعجبني
أني وجدت الكثير من إخواني الأعزاء، رفاق الأسر، ومنهم عديدون لم يتحرروا من السجن
إلا في الآونة الأخيرة كانوا مشاركين وبشكل كثيف، في لفتة وفاء لأخ لهم، لعل
كثيرًا منهم لم يلتقوا به، ولكن روابط الأرواح لها قوة عجيبة.
ولم
يعجبني استفراد جهة معينة بالسيطرة على مجريات الجنازة، وعدم إتاحة المجال للآخرين،
الذين اختار الشهيد بنفسه العيش في صفوفهم في أيامه الأخيرة ليعبروا عن مشاركتهم
بالشكل اللائق.
أعجبتني
الهتافات التي كانت تركز على الوحدة بين فصائل شعبنا كافة.
ولم
يعجبني الذين يهتفون بالدعاوى الكاذبة، والعصبية المفرطة، والذين يتبجحون بما لا
يستطيعون ولا ينوون.
هذه
ملاحظات سريعة على مجريات الجنازة، وسيبقى الوجع الذي سببه استشهاد المجاهد أبي
طارق حاضرًا في قلوبنا، إلى أن يتحرر أسرانا البواسل.
رحمك الله
يا أبا طارق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق