2010/07/20

هنيئا لحكومة فياض على إنجازاتها

ضمن سلسلة الإنجازات التي يجب على حكومة فياض أن تفتخر بها ما حققته من أمن واستقرار في الضفة الغربية، أعني الأمن الذي يتمتع به الصهاينة المحتلون من جنود ومستوطنين، وهو ما يجب أن تفتخر به هذه الحكومة أمام سادتها وموجهيها من الصهاينة والأمريكان ومن لفَّ لفّهم، فلا يكاد يمر أسبوع دون أن نسمع في وسائل الإعلام أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية!! أعادت للجانب الإسرائيلي واحدًا أو أكثر من مستوطنيه أو جنوده دخل مناطق السلطة بالخطأ، وذلك لإثبات الحرص على أمان أصدقائنا وجيراننا الصهاينة!!
والذي أعتقده شخصيًا أن مسألة "دخول مناطق السلطة بالخطأ" أكذوبة اخترعها الصهاينة كامتحان لاختبار إخلاص أجهزتنا الأمنية في الحرص عليهم والدفاع عنهم، ويبدو أن الصهاينة وصلوا لقناعة أن "العقيدة الأمنية الفلسطينية" قد تغيرت تغيرًا جذريًا، يمكن معه الاطمئنان على سلامة مواطني الكيان الصهيوني وجنوده ما دام حراس الوطن ساهرون على أمنهم.
وتأتي زيارات قادة الأجهزة الأمنية الصهيونية الوالغين في دمائنا لمناطق السلطة الفلسطينية واجتماعاتهم مع قادة الأجهزة الأمنية المغاوير كنتيجة لهذه القناعة، ولتشجيعهم على مزيد من الانغماس في وحل التنسيق الأمني البغيض.
إحدى النتائج التي تمخض عنها هذه الجهد الأمني المخلص في خدمة الاحتلال تمثل فيما نشرته صحيفة"هآرتس" الصهيونية تحت عنوان "الجيش الاسرائيلي يفكر بالسماح بدخول اليهود الى مدن الضفة" وجاء فيه:
"يفكر الجيش الاسرائيلي بالغاء الحظر المفروض على دخول اليهود الى مدن الضفة الغربية التي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. ويجري النظر في تغيير السياسة في ضوء التحسن الكبير في الوضع الامني في مناطق السلطة وفي التنسيق بين اجهزة الامن الفلسطينية واسرائيل.
وكان حظر دخول المواطنين الاسرائيليين الى مدن الضفة في نهاية العام 2000، بعد اندلاع الانتفاضة الثانية وفي اعقاب عدة حالات اختطف فيها وقتل اسرائيليون علقوا في مدن الضفة بالصدفة او اغروا للوصول الى هناك من قبل منظمات الارهاب في السنوات الاخيرة، مع الانخفاض الكبير في عدد العمليات، يدخل بين الحين والآخر يهود الى مناطق أ التي تحت سيطرة السلطة دون اذن، ولكن الشرطة الفلسطينية درجت على اخراجهم من هناك واعادتهم الى الجيش الاسرائيلي".

وتضيف الصحيفة قائلة:"وللسلطة الفلسطينية مصلحة كبيرة في دخول كل مواطني اسرائيل وذلك لان استئناف السياحة والتجارة بهذه الحجم سيؤدي الى تحسن اضافي في الوضع الاقتصادي في الضفة"، وكأن الشعب الفلسطيني سيموت من الجوع لو لم يدخل هؤلاء ليمارسوا "السياحة" و"التسوق" و"مغص بطوننا" و"تنكيد عيشنا" في مدننا بحماية مغاويرنا الأشاوس.

ثم تنقل الصحيفة عن مصدر أمني اسرائيلي قريب من العلاقات مع الفلسطينيين في الـ 15 سنة الاخيرة قوله: "إن وضع التنسيق الامني بين الطرفين هو الافضل من نوعه منذ اتفاقات اوسلو،لاول مرة، يعمل الطرفان على اساس متساو – وليس من موقف الرئيس والمرؤوس، مثلما كان قبل سنوات"

أما عن السبب الذي إذا عُرف بطل العجب فيبينه ذلك المصدر فيقول:"والسبب الاساس هو ان للطرفين يوجد عدو مشترك، السلطة الفلسطينية تشغل بالها حماس ليس اقل منا – وهي معنية بتحسين سيطرتها على المنطقة لمنع حماس من تعريض حكمها والهدوء المتحقق للخطر".

وتتحدث الصحيفة عن زيارات القادة الصهاينة لمسؤولي أجهزتنا الأمنية التي قدمت عروضها لإثبا كفاءتها في الدفاع عن مصالح "إسرائيل"، فتقول:" وشاهد الضباط الاسرائيليون استعراضا لقدرات الاجهزة، ولا سيما في مجال حراسة الشخصيات. وضمن امور اخرى تم تمثيل السيطرة على مسلحين وحماية قافلة لشخصيات ضد عمليات لاطلاق النار من سيارة مارة. بعض القوات اجتازت تدريبات في الاردن، بارشاد القوة الامريكية برئاسة الجنرال كيت دايتون".

نعم إن قائمة الإنجازات في هذا السياق لا تكاد تنتهي، وأنا أقترح أن يتم ترشيح الدكتور سلام فياض بالشراكة مع الأجهزة الأمنية للحصول على "جائزة نوبل للسلام"، فقد حققوا للكيان الصهيوني في مجال الأمن والسلام ما لم يستطعه بكل جهوده وإمكاناته عبر سنوات احتلاله لوطننا.

مرةً أخرى أقول: هنيئاً لحكومة سلام فياض على هذه الإنجازات، أما أنت أيها الشعب الفلسطيني المقهور فلك الله.

هناك 3 تعليقات:

  1. غير معرف20 يوليو, 2010

    بارك الله فيك أبا خيري ، للأسف هذا ما يلحظه بل يدركه الصغير و الكبير في هذا الشعب ، و لكنّ السؤال ، الى متى ؟؟؟و هل من دلائل في الأفق تشير الى قرب النصر ؟؟؟ أم أنّ طريق التحرير بعيد ؟؟

    ( و لا تحجسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون انمّا يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين رؤوسهم لا يرتدّ اليهم طرفهم و أفئدتهم هواء )

    ردحذف
  2. غير معرف20 يوليو, 2010

    بارك الله فيك
    وهذا غيض من فيض من الانجازات

    ردحذف
  3. غير معرف26 أغسطس, 2011

    الله يهديهم

    ردحذف

بعد انحسار العاصفة

الآن وقد هدأت عاصفة الجدل حول الماراثون (المختلط) الذي نظمته جمعية تنظيم وحماية الأسرة في الخليل، ذلك الماراثون الذي استفز أهل هذه المدين...